ضد الإعدام في مصر الإعدام طريقٌ ممهدٌ بالتعذيب، حقيقة واقعية وملموسة، في قضايا الإعدام، قد يكون في جميعها، أو أكثرها – يتم ممارسة التعذيب بطريقة ممنهجة على الضحايا قبل الوصول إلى محطة الحكم بالإعدام وتنفيذه، وذلك منذ لحظة اعتقال الضحية، والذي يكون تعسفيًا، فيتم إيذاؤه معنويًا، وبدنيًا، ويتعرض لمعاملة قاسية ومهينة، وعندما يتم التحقيق معه واستجوابه، يكون ذلك الاستجواب تحت وطأة التعذيب الذي يكون غايته إكراه الضحية على الاعتراف، مرورًا باحتجازه في أماكن غير مناسبة قانونيًا، سواء في السجن أو في أي مقر احتجاز غالبًا ما يتم ممارسة لون آخر من ألوان التعذيب مع المحكوم عليه بالإعدام – وذلك بحرمانه من الزيارات، والاتصال بأهله، وحرمانه من الرعاية الطبية والصحية، والدواء، طريق المحكوم عليهم بالإعدام ممهد بالتعذيب من خلال احتجازهم بعد الحكم عليهم، في مكان خاص، وينتظر الموت في لحظة، وهو يمر في ممر الموت كل يوم.
عشرون عامًا مضت، على تأسيس التحالف الدولي لمناهضة عقوبة الإعدام، تلك العقوبة القاسية التي يُساء استعمالها من قِبل الحكومات والدول التي لا تزال تُطبق هذه العقوبة، خاصةً في القضايا التي يكون ظاهرها جنائي، وباطنها سياسي، حيث يتم تكييف وقائع على أنها جنائية، ولكنها في الأصل قضايا – الهدف منها قمع السياسيين المدنيين المعارضين للحكومات.
وهذه هي سمة القضايا في دول الشرق الأوسط على وجه الخصوص، وهذا ما جعلنا نشاهد ثلاثة دول في الشرق الأوسط تحصل على تصنيفات عالمية متقدمة، من بين أكثر الدول تنفيذًا لأحكام الإعدام عالميًا، وهي إيران، ومصر، والمملكة العربية السعودية – حيث جاءت إيران بعد الصين في المركز الثاني عالميًا، ومصر احتلت المركز الثالث عالميًا لعامين متتاليين، ثم السعودية حلت الرابعة عالميًا.
معلومُ بالضرورة أن إصدار أحكام الإعدام، وبالأحرى تنفيذها يجب أن يحاط بضمانات قانونية، وقضائية – يتعين احترامها ومراعاتها، وهذا يتطلب وجود قضاء عادل ومستقل، وهذا ما ينعدم وجوده في ظل وجود الخصومات السياسية، وتغول من السلطة التنفيذية على السلطة القضائية.
تحرص مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان على تأكيد موقفها الرافض لعقوبة الإعدام، ولتلك الأحكام الجائرة التي تصدر مخالفة لضمانات المحاكمة العادلة، وذلك تماشيًا مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي نص على أن عقوبة الإعدام هي أقصى عقوبة قاسية ولا إنسانية ومهينة
أعلن التحالف الدولي لمناهضة عقوبة الإعدام عن تخصيص الذكرى العشرين للحديث عن أن الإعدام طريق ممهد
بالتعذيب، ولذلك خصصنا هذا التقرير في هذه المناسبة الدولية- للحديث عن الإعدام في مصر .
تقرير-حملة-الإعدام-طريق-ممهد-بالتعذيب-2023-1